يحكي أن رجلين من قبيلة بني جرم تقابلا صدفة دون أن تكون بينهما معرفة سابقة ، وحدث أن دار بينهما حوار طويل بالإشارة حاول فيه أحدهما أن يعرف الآخر فراح يصف كل قبيلة بصفة فقال من ضمن ما قال : أنت من ركابة القز وخيلهم دز .. فرد الرجل : “……….. ” ولا أني منهم , فقال : أنت من سكانة الهيش وكالة الجريش .. فرد الرجل : “ ……… ” ولا أني منهم , فقال : انت من كبيرين الدقون قليلين الذهون ، فرد الرجل ” ……… ” ولا أني منهم ، فقال : انت من صغيرين الو هود كبيرين الجهود ، فرد مساعيد ولا أني منهم ، فقال انت من كبيرين الجعاب مشققين الكعاب ، فرد ” ………… ” ولا أني منهم , فقال : أنت من كبيرين العمايم قليلين الذمايم ، فرد : ” ………. ” ولا أني منهم ، فقال : انت من ركابة المطية عراية الولية ، فرد ” ………. ” ولا أني منهم ، فقال انت من : كرابة الحقب جيابة الطلب ، فرد تياها ولا أني منهم ، وظل الرجل يعدد صفات القبائل الصحراوية حتى وصل للوصف التالي : انت من شيالة الهم جيابة الدم ، فرد الرجل جرمية ( أي من بني جرم ) وأني منهم ، فقال وأنا الآخر منهم وتعانق الرجلان ( * ).
الي هنا تنتهي الحكاية التي يري فيها الصحراويون من أبناء سيناء وثيقة مهمة لتوصيف الصفات الخلقية لأبناء القبائل ، ولما كان هذا الموضوع مخصص عن التياها الذين قال الرجل في وصفهم ” كرابة الحقب .. جيابة الطلب ” والمعني لمن لا يفهم في اللهجة البدوية : الحقب هو الحبل الذي يربط به وثر البعير من أسفل بطنه ، والكرب هو الشد القوي لتثبيت الوثر تثبيتاً جيداً ، و الوثر هو ما يوضع فوق ظهر البعير ليركب فوقه الراكب ، أما جيابة الطلب فالمعني لا يحتاج شرحاً وهو دلالة علي أن أبناء التياها يوفون بالالتزامات الموكلة إليهم . أما الأهم بالفعل من وجهة نظري في هذا التوصيف فهو جزئية ” كرابة الحقب ” فهي تشير الي صفة بالفعل لمستها شخصياً في أبناء قبلية التياها ، وهي أنهم يبدون وكأنهم علي الدوام علي سفر ، وربما كان ذلك لأصولهم العرقية التي ترجع الي الهلالية أشهر قبيلة رحالة في تاريخ الصحراويين العرب ، وتغريبة بني هلال غنية عن التعريف .
التياها وسم إبلهم الأساسي هو الهلال ، ربما كانت هناك إضافات لتمييز وسم كل عشيرة عن الأخرى لكن الوسم الأساسي هو الهلال نسبة لوسم بني هلال وهو الهلال ، ومما لاحظته بالفعل أن هناك الكثير من الصفات الجسدية المتقاربة بينهم وبين ولاد علي في مطروح الذين عايشتهم فترة من حياتي و ولاد علي هم أيضاً من بني هلال ، عندما اختاروا السكني في سيناء اختاروا أقسي بلاد سيناء وأكثرها وعورة وهي هضبة التيه ، ومنها أخذوا اسمهم ، أما سبب تخلفهم عن مواصلة الرحلة مع بني هلال الي الغرب فيقول رواتهم أنه عائد الي خلاف حدث بين عشيرتين من عشائر بني هلال ، كانت نتيجته انفصال التياها وعدم مواصلة الرحلة