نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالميه وهم على فرش النوم فاذاوضعت الحرب اوزارها غنموا قرحة المعده وضغط الدم والسكري يحترقون مع الاحداث يغضبون من غلا الاسعار يثورون لتاخير الامطار يضجون لانخفاض سعر العمله فهم في انزعاج دائم وقلق واصب دع الاحداث على الارض ولا تضعها في امعاءك ان البعض عنده قلب كالاسفنجه يتشرب الشائعات والاراجيف ينزعج للتوافه يهتز للواردات وهو كفيل هذا القلب ان يحطم كيان صاحبه اهل المبدا الحق تزيدهم العبر والعظات ايمانا الى ايمانهم واهل الخور تزيدهم الزلازل خوفا الى خوفهم وليس انفع امام الزوابع والدواهي من قلب شجاع فان المقدم الباسل واسع البطان ثابت الجاش راسخ اليقين بارد الاعصاب منشرح الصدر اما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات والاراجيف والاوهام والاحلام فان كنت تريد الحياة المستقره فواجه الامور بشجاعه وجلد ولا يستخفنك الذين لايوقنون ولا تك في ضيق مما يمكرون كن اصلب من الاحداث واعتى من رياح الازمات واقوى من الاعاصير وارحمتاه لاصحاب القلوب الضعيفه كم تهزهم الايام هزا واما الاباة فهم من الله في مدد وعلى الوعد في ثقه. ---------------------------------------------------------------------------------- لاتحطمك التوافه:
كم من مهموم سبب همه امر حقير تافه لايذكر انظر الى المنافقين مااسقط هممهم وما ابرد عزائمهم هذه اقوالهم لاتنفروا في الحر ائذن لي ولا تفتني بيوتنا عوره نخشى ان تصيبنا دائرة ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا يلخيبة هذه المعاطس يالتعاسة هذه النفوس همهم البطون والصحون والدور والقصور لم يرفعوا ابصارهم الى السماء المثل لم ينظروا ابدا الى نجوم الفضائل هم احدهم ومبلغ علمه: دابته وثوبه ونعله ومادبته وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء همومهم خلاف مع الزوجه او الابن او القريب او سماع كلمة نابيه او موقف تافه ليس لديهم من المقاصد العليا مايشغلهم ليس عندهم الاهتمامات الجليله يملا وقتهم وقد قالوا اذا خرج الماء من الاناء ملاه الهواء فاعط القضيه حجمها ووزنها وقدرها واياك والظلم والغلو هؤلاء الصحابه الابرار همهم تحت الشجره الوفاء بالبيعه فنالوا رضوان الله ورجل معهم اهمه جملة حتى فاته البيع فكان جزاءه الحرمان والمقت فاطرح التوافه والاشتغال بها تجد ان اكثر همومك ذهبت عنك وعدت فرحا مسرورا. -------------------------------------------------------------------------- ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس:
ان غالب علماء السلف واكثر الجيل الاول كانوا فقراء لم يكن لديهم اعطيات ولا مساكن بهيه ولا مراكب ولا حشم ومع ذلك اثروا الحياة واسعدوا انفسهم والانسانيه لانهم وجهوا ماتاهم الله من خير في سبيله الصحيح فبورك لهم في اعمارهم واو قاتهم ومواهبهم ويقابل هذا الصنف المبارك ملا اعطوا من الاموال والاولاد والنعم فكانت سبب شقائهم وتعاستهم لانهم انحرفوا عن الفطره السويه والمنهج الحق وهذا برهان ساطع على ان الاشياء ليست كل شي انظر الى من حمل شهادات عالميه لكنه نكره من المنكرات في عطاء وفهمه واثره اذا كنت تريد السعاده فارض بصورتك التي ركبك الله فيها وارض بوضعك الاسري وصوتك ومستوى فهمك ودخلك بل ان بعض المربين الزهاد يذهبون الى ابعد من ذلك فيقولون لك:ارض باقل مما انت فيه وبدون مانت عليه وانشدوا وهذا قائمه مليئه بالامعين الذين بخسوا حظوظهم الدنيويه: عطاء بن ابي رباح عالم الدنيا في عهده مولى اسود افطس اشل مفلفل الشعر الاحنف بن قيس حليم العرب قاطبة نحيف الجسم احدب الظهر احنى الساقين ضعيف البنيه والاعمش محدث الدنيا من الموالي ضعيف البصر فقير ذات يد ممزق الثياب رث الهيئه والمنزل بل انبياء الكرام صلوات الله وسلامه وعليهم كل منهم رعى الغنم وكان داود حدادا وزكريا نجارا وادريس خياطا وهم صفوة الناس وخير البشر فلا تاس على مافات من جمال ومال او عيال اورض بقسمة الله.
------------------------------------------------------------------------------------ ذكر نفسك بجنة عرضها السموات والارض:
ان جعت في هذه الدار او فقرت او حزنت او مرضت او بخست حقا او ذقت ظلما فذكر نفسك بالنعيم والراحه والسرور والحبور والامن والخلد في جنات النعيم انك ان اعتقدت هذه العقيده وعملت لهذا المصير وتحولت خسائرك الى ارباح وبلا ياك الى عطايا ان احمق وابله هذه الخليقه هم الذين يرون ان هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى امانيهم فتجدهم اجزع الناس عند المصائب واندمهم عند الحوادث لانهم لايرون الا حياتهم الزهيده الحقيره لاتنظروا الى هذه الدنيا الفانيه لا يتفكرون في غيرهم ولا يعملون لسواها فلا يريدون ان يعكر الهم سرور ولا يكدر عليهم فرحهم ولو انهم خلعوا حجاب الران عن قلوبهم وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا انفسهم بدار الخلد ونعيمها وقصورها والله انها لحياة لاتستحق الاهتمام والكدر والجهد اهل الجنه لايمرضون ولا يحزنون ولا يموتون ولا يغنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم في غرف يرى ظاهرها من باطنها قطوفها دانيه وعيونها جاريه وسررها مرفوعه واكوابها موضوعهاونعيمها --------------------------------------------------------------------------------------------------- وكذلك جعلناكم امة وسطا:
العدل مطلب عقلي وشرعي ولا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط ومن اراد السعاده فعليه ان يضبط عواطفه واندفاعه وليكن عادل في رضاه وغضبه وسروره وحزنه وما احسن الوسطيه فان الشرع نزل بالميزان والحياة قامت على القسط ومن اتعب الناس من طاوع هواه واستسلم لعواطفه وميولاته حينها .اجلس قلبك على كرسيه فاكثر مايخاف لا يكون ولك قبل وقوع ماتخاف وقوعه ان تقدر اسوا الاحتمالات ثم توطن نفسك على تقبل هذا الاسواء حينها تنجوا من التكهنات الجائره التي تمزق القلب قبل ان تقع الحدث فيبقى .ايها العاقل اعط كل شي حجمه لاتضخم الاحداث ولا تذهب مع الوهم الزائف والسراب.