موضوع: رثاء طلب العطاونة للدكتور موسى ابو شارب الإثنين 21 مايو - 18:06:25
مرثية في طلب العطاونة-د.موسى أبوشارب-بيت حنيناكان صباح الأربعاء الفائت عاديّا في قرية حورة الوادعة لا يعكّر صفوَه شيء، بيد أنه سرعان ما تكدّر وانقلب رأسًا على عقب حينما تناهى النبأ – ويا له من نبأ - رحيل الأخ الصديق طلب رحمه الله تعالى على حين غرة. تلقيت الخبرَ، مثلما تلقاه الكثيرون، بالوجوم والذهول غير مصدق أن يغيّب الموت بغتةً إنسانًا كان بالأمس القريب يعيش بيننا، ما برح طيفه يتراءى لنا ويلوح في الأفق البعيد. لقد وافته المنية وهو في فرنسا يقضي إجازةً قصيرة يحدوه الأمل بأن يعود إلى دياره وعمله بنشاط وعزيمة لا تنثني ولا تلين. حاولت أن أدرك ما حدث وقد أخذني هول المفاجأة أيّما مأخذ. كانت الفاجعة عظيمة ثقيلة تنوء بها الجبال ولا يحتملها صبر الرجال، فالخسارة فادحة والمصاب جلل لا تحتمله القُلَل. لقد افتقدنا إنسانا لا يعوّض ورجلا له حضور وأثر لا يمّحى ولا يزول. أجل، إنا على فراقك يا طلب لمحزونون. القلب يملؤه الحزن الأسى العميق على فراق رفيق كان البارحة يصدح بصوته المهيب، يلاقيك من بعيد وقريب بابتسامة وقلب وجيب، لم يجد الحقد إلى قلبه طريقا، أحبه الأطفال وهو يلاقيهم ببسماته الجميلة وصدره الرحيب. كانت الدموع عصية تترقرق في العيون ما لبثت أن ذرفت ببكاء مرير، بكاه الأطفال والولدان وشيوخ وخط الشيب رؤوسهم بحرقة تتلظى في القلوب. لقد عرفته منذ أمد لا أعيه شابّا طموحًا ذا قلب متوثب في الضلوع لا يعرف للمستحيل حدودًا ولا لدروب التطواف قيودًا. لقد كان عالمه أوسع من جغرافية مكان ضيق، فروحه الوثّابة تتخطى الآفاق وتجتاز الأزمان لا يعرف كللًا ولا مللًا. كان مثالا نستمدّ منه روح المثابرة والتضحية والإيثار. كل من عرفه أو عاشره لا يلبث أن يدرك أن لطلب سجايا قلما تتوفر مجتمعة في شخص واحد في زمن قل فيه الرجال وتبدلت الأفعال بالأقوال. لا تفارقه تلك البشاشة الوديعة والوجه الصبوح، يمشي بخطى واثقة وعزم لا يهن ولا يلين. كان طيب القلب مثالا للرجل الواعي المثقف والمسؤول، صادقا مستقيما لا يعرف للمواربة سبيلا، لا تملّ من أحاديثه وطرائفه، يجالسك بأنس ولطف، لا يعرف كبرياء ولا تعاليا، أحبه الصغار والفتيان بقلبه الحنون. كان له باع طولى في العمل الجماهيري ودفع التربية قدما، بادر في أطر كثيرة ليجعل من بلده واحة غنّاء وارفة الظلال. خاض غمار الحياة مجاهدًا بإيمان وإصرار لا يلوي ولا يميل. قدّرناه عاليًا رمزًا للخلق النزاهة والصدق والأمانة. أقفرت الديار وغاب عن الورى طيفك في أسى ونحيب أداري أسى بين الضلوع ونـبـضَ قلب يجاريه الوجيب ولّت بـشـائرُ في طرفة ومـا الـموتُ غيرَ البعيدِ القريب عصي الدمع احـتبـستُ دُموعا تفيض في دفقِ الصّبيب لا حـولَ عِـنـدي ولا قـوة هُـوَ اللهُ حَـسْبي ونِعم الحسيبِ أجل، لقد أقفرت الدار وبعد المزار وبات جسدك الطاهر في غيابة النوى والردى. من الصعب على المرء أن يتحدث عنك بصيغة الماضي، فأنت ذو حضور لا يمحوه خبر وفاة هنا في صحيفة أو ما تناقله الورى من حديث. ستبقى ذكراك خالدة عطرة على كرّ الليالي ومرّ الأزمان. سنذكرك ما ذرّ شارق وأفل طارق، وسيغدو طيفك ملازمًا لا ينأى ولا يغيب. رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه وإنا لله وإنا له راجعو
ابوخالد
عدد المساهمات : 1124 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: رد: رثاء طلب العطاونة للدكتور موسى ابو شارب الجمعة 25 مايو - 16:02:13
كلمات قويه ومؤثره سلمت الايدي ورحم الله فقيدنا ونسال الله ان يجمعنا به في الفردوس الاعلي
الخنساء
عدد المساهمات : 273 تاريخ التسجيل : 04/10/2011
موضوع: رد: رثاء طلب العطاونة للدكتور موسى ابو شارب الجمعة 29 يونيو - 23:34:41
رحمــــــــــــه الله واســــــــــــكنه فسيح جنانـــه إنا لله وإنا إليه راجعــــــــــــــــــون