موضوع: الشيخ عبد الرحيم القنائي رضي الله عنه السبت 12 ديسمبر - 23:44:36
عن الطهارة الكلية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا الشيخ عبد الرحيم القنائي رضي الله عنه، وهو من أهل البيت الطاهرين، وكان أهله هاجروا إلى بلاد المغرب، وبعد أن حصَّل العلم في شبابه كان يشتد شوقه لزيارة البيت الحرام، فجاء مع نفر من المغاربة لحج بيت الله الحرام، ثم ذهب إلى المدينة لزيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك حلا له المقام، ولذ له الجوار، فجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنَّ عليه حَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم - لأنه كريم للضيفان - فكان يأتيه كل أسبوع مرتين في المنام، يقول فيهما رضي الله عنه: لي ليلتان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليلة الاثنين وليلة الجمعة يأتيني فأعرض عليه ما استشكل علىَّ من الأسئلة فيجيبني عنها جميعاً، وكان من جملة هذه الأسئلة التي حكاها: ما سبب شق الصدر؟ حديث عظيم نقلناه في كتابنا {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} صفحة 135 وهو:
يقول سيدي عبد الرحيم القنائي رضي الله عنه: "عندما كنت بالمدينة المنورة مقيماً فيها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم مناماً، وكان ذلك في رؤيا ذات ليلة فسألت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن: كيف حدث شق الصدر؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لقد شُقَّ صدري وأنا في اليقظة ما شعرت فيه بشيء من ألم، وأتاني الله بقلب سليم ليتحمل نزول كلام الله على هذا القلب، لأن القلب الذي خلقت به طفلاً، لا يتحمل هذا النزول، وأنت يا عبد الرحيم تقرأ كتاب الله الذي قال جلَّ شأنه: بسم الله الرحمن الرحيم {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}الحشر21 {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} الشعراء
فمن رحمة الله بي أن هذا القلب الذي ارتضاه ربي فيه قوة ونورانية ونقاء وصفاء، وقد سلم من كل شيء من أمراض الدنيا وعثراتها، تجري فيه آيات الرحمن التي نزلت عليه، لم يخالطها شيء من قوة أخرى، حيث كان كلام الله هو القوة والحياة، وقد حفظه الله من الزيغ والنسيان، وليس للشيطان سلطان عليه، ومتى جرى قول الله في مكان، أصبح هذا المكان بعيداً عن الهوى، وهذا معنى قوله تعالى عني: {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159 وهذا هو المعنى في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الشورى52
ولقد كان الكتاب والإيمان نوراً في قلبي، وعلى قلبي، وكان قلبي نوراً يهدي به الله من يشاء من عباده، وأرسلني جلَّ شأنه لهدى الناس إلى صراط الله المستقيم، وهذا هو قلبى يا عبد الرحيم "، بعد أن روى سيدي عبد الرحيم ذلك، يقول في مستمعيه: "يا عباد الله هذا هو ما وصل إلىَّ في وصف قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا هناك بالأرض الطيبة بالمدينة المنورة أُنعَّم برضاء الله وحب رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم".