********** بسم الله الرّحمن الرّحيم ******
*****( قل هو الله أحد * الله الصّــمد * لم يلد ولم يولد *
ولم يكن لك كفوا أحد * ).
******************************************
* سورة الاخلاص مكية , وعدد آياتها اربع . وقد تحدثت عن صفات الله عز وجل
الواحد الأحــد , الجامع لصفات الكمال , المقصود على الدوام , الغني عن كل ما سواه
المتنزه عن صفات النقص , وعن المجانسة والمماثله , وردت على النصارى
القائلين بالتثليث وعلى المشركين الذين جعلوا لله الذرية والبنين .
**************************************
*** سبب النزول : - روي ان بعض المشركين جاءوا الى النبي عليه السلام
, فقالوا : يا محمد صف لنا ربّك , أمن ذهب هو , أم من فضة , أم من زبرجد ,
أم من ياقـــــــــوت ؟ فنزلت : ( قل هوالله أحد ...
***************************************
( قل هو الله أحد ) : أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين المستهزئين :
إنّ ربي الذي أعبده , والذي أدعــوكم لعبادته هو واحد أحد لا شريك له ,
ولا شبيه له , ولا نظير , لا في ذاته , ولا في صفاته , ولا في أفعاله , فهو
جلّ وعلا واحد أحد , ليس كما يعتقد النصارى بالتثليث ( الاب - الابن - وروح القدس )
ولا كما يعتقد المشركون بتعدد الالهة .
قال في التسهيل : واعلم أنّ وصف الله تعالى بالواحد له ثلاث معان , كلها صحيحة
فــــــــــي حقــــــــــــه تعالــــى :
***** الاول : أنه واحد لا نظير له ولا شريك .
***** الثاني : ان واحد لا ثاني معه فهو نفي للعدد .
***** والثالث : انه واحد لا ينقسم ولا يتبعض ,
والمراد في السورة نفي الشــــــــريك ردا على المشركين .
***********************************
( الله الصمد ) : اي هو جلا وعلا المقصود في الحوائج علـــى الدوام
يحتاج اليه الخلق وهو مستغن عن العالمين .
**************************************
( لم يلد ) : أي لم يتخذ ولدا , وليس له أبناء أو بنات , فكما هو متصف بالكمالات
منزّه عـــن النقائض .
***************************************
قال المفسرون في الآية ردّ على كل من جعل مع لله ولدا , كاليهود في قولهم :
( عزير ابن الله ) , والنصارى في قولهم : ( المســـــــــــــيح ابن الله )
وكمشركي العرب في زعمهم أنّ الملائكة بنات الله , فردّ الله تعالى على الجميع
في أنه ليس له ولد , لان الولد لا بد ان يكون من جنس والده , والله تعالى أزلي
قديم , ليس كمثله شيء , فلا يمكن ان يكون له ولد , ولان الولد لا يكون الا
لمن له زوجة , والله تعالى ليس له زوجة .
قال تعالى : ( بديع السّــموات والأرض انّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )
من سورة الانعام الآية * 101 *
*******************************************
( ولم يولد ) : أي ولم يولد من أب ولا أم , لان كل مولود حادث , والله تعالى
قديم ازلي , فلا يصح ان يكون مولودا وليس له والد , وقد نفت الآية عنه
تعالى إحاطة النسب من جميع الجهات , فهو الأول الذي لا ابتدأ لوجوده
القديم الذي كان ولم يكن معه شيء غيره .
****************************************
( ولم يكن له كفوا أحد ) :أي ليس له جلّ وعلا مثيل , ولا نظير , ولا شبيه أحد
من خلقه ,لا في ذاته , ولا في صفاته , ولا في افعاله .
( ليس كمثله شيء وهـــــــــــو الســــــميع البصــير ) * الشورى *11*
قال ابن كثير : هو مالك كل شيء وخالقه , فكيف يكون له من خلقه نظير
يساميه , أو قريب يدانيه ؟ تعال وتقدّس وتنزّه .
وفـي الحديث القدسي : ( يقول الله عز وجل : كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك
وشتمني ولم يكن له ذلك . فامّا تـكذيبه إيّاي فقوله : لن يعيدني كما
بدأني وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادتـــــــــــــه
وأمّا شـــــــــــتمه إيّاي فقوله : اتخذ الله ولدا , وأنا الأحد الصـــــــــمد ,
الـذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحــــد ) .