تعريف التراث
التراث: يطلق لفظ التراث على مجموع نتاج الحضارات السابقة التي يتم وراثتها من السلف إلى الخلف وهي نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه سواء أكانت في ميادين العلم أو الفكر أو اللغة أو الأدب وليس ذلك فقط بل يمتد ليشمل جميع النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين وفن وعمران... و تراث فلكلوري واقتصادي أيضا.
و الأصل من التراث هو كلمة مأخوذة من ( ورث) والتي تعني حصول المتأخر على نصيب مادي أو معنوي ممن سبقه.
أما الأصل التاريخي لكلمة تراث فهي تعود إلى أقدم النصوص الدينية حيث وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم (( و تأكلون التراث أكلا لما )) - الفجر 19 – حيث كان المقصود بها الميراث.
حيث كان الأصل في البداية استخدام لفظ الميراث نيابة عن كلمة التراث ولكن مع تقدم العصور أصبحت ( التراث) هي الكلمة الأكثر شيوعا للدلالة على الماضي وتاريخ الأمة و حضاراتها وما وصل إلينا من الحضارات القديمة سواء أكان هذا التراث متعلق بالأدب أو العلم أو القصص ( أي كل ما يمت للقديم).
أما عن المعنى المعاصر لكلمة تراث فهو (( التراث الفكري المتمثل في الآثار المكتوبة الموروثة التي حفظها التاريخ كاملة ومبتورة فوصلت إلينا بأشخاصها)).
ومن الجدير بالذكر أن التراث هو ليس الطابع أو الخصائص القومية بل هو أعمق من ذلك فهو يعبر عن مجموع التاريخ المادي والمعنوي لحضارة معينة منذ أقدم العصور فكثير هي الحضارات التي حكمت منطقة أو مكان واحد ومع أن هذه الحضارات قد ولت إلا أن التراث هو الوسيلة الوحيدة أو البصمة المميزة التي أعطت لتلك الحضارات شخصيتها والتي استطعنا أن نستدل على عظم هذه الحضارات من خلال مبانيها الأثرية أو أساطيرها المقولية التي وصلت إلينا.
أقسام التراث
من أهم الأقسام الشائعة للتراث هو:-
يضم هذا النوع كل التراث الملموس والذي يرى بالعين فهو يشمل:-
أ - كل ما شيده الأجداد من عمائر, الدينية كالمساجد والكنائس, دور العلم والأضرحة والزوايا والخانقاهات والتكايا وعمائر أخرى كالقصور والمنازل والأسواق والخانات والمراكز الصحية والحمامات والسبلان .
ب – الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي يتم صناعتها بالاعتماد على المواد الخام الموجودة في المنطقة كصناعة الصابون والزيت في نابلس وصناعات أخرى في مختلف أرجاء فلسطين كالخزف والفخار والنحاس والزجاج والصياغة والحياكة والتطريز والنسيج والغزل .
ج- الأزياء الشعبية كالثوب الفلسطيني الذي كان يعد اللباس التقليدي للمرأة الفلسطينية بينما كان القمباز اللباس التقليدي للرجل,وتضم أيضا وسائل الزينة والمطبخ الفلسطيني بأدواته الختلفة والطابون والفنون الأخرى المختلفة .
وهو مجموع النتاج الفكري لأبناء الشعب فهو يعبر عن ابداعاتهم على مر العصور في مختلف المعارف سواء أكان في العلوم الدينية والفقهية والفلسفة واللغة والأدب والشعر والتاريخ والزراعة وحتى التشريعات القضائية والحكايات والأمثال الشعبية وغيرها من العلوم التي ارتبطت بشكل مباشر مع الانسان وواقعه وحياته اليومية .
الفنون الشعبية الفلسطينية هي من أقسام التراث المهمة والضرورية جدا لما لها من دور كبير , حيث هي قوة قومية لشعبنا بالاضافة الى أهميتها كقوة معنوية أيضا , فهي حصيلة وجدان ومشاعر شعب بأكمله , حيث كانت تلك الفنون من الوسائل المهمة للتعبير عن أفراحهم وأحزانهم وآلامهم وأمالهم وخيبات أملهم أيضا من عمليات التأمر المستمرة على شعبهم , ومن تلك الفنون الأهازيج والأغاني الشعبية التي تحتوي على العديد من الأمور التي تعبر عن عاداتهم كأغاني الأعراس التي توضح مثلا عادة الحناء للعروس أو سهرات العريس , فالدبكات أيضا تعتبر من الفنون التراثية والرقص الشعبي .
كما أنها تضم أضا الزخرفة والفنون التشكيلية التقليدية والتجريدية والفنون الشفاهية الأدبية . وهذا التراث يتوارثه الأجيال أيضا جيلا بعد جيل , والفنون الشعبية هي التي تميز شعبا عن آخر .
أهمية المعرفة بالتراث المعماري
1. إن الأهمية في معرفة التراث تعود إلى ضرورة المعرفة بتاريخ المدينة التي نعيشها ومعرفةارجاع كل اثر لدينا الى العهد او التاريخ الذي بنيت فيه لمعرفة الخصائص والعناصر التي ميزت الابنية في كل فترة وذلك حتى نستطيع القيام بعمليات الصيانة والترميم والمحافظة على الاثار التي لدينا ولمعرفة كيفية العناصر في تلك الاثار وفي حالة القيام بالترميم لمعرفة كيفية التعامل مع المبنى من حيث المواد المستخدمة او الطرق الهندسية سواء المعمارية او الانشائية او الفنية.
2. اهمية التراث تعود الى الاهمية في تعزيز الهوية الفلسطينية ،فالهوية التي تجمع ما بين افراد الشعب او الامة لها تاريخ عميق وماضي ولها امجاد ولها ثقافة يعبر عنها التراث ،التراث بما يحتويه من رموز معبرة عن الآم شعبنا ومشحونة بالمعاني والعواطف ،حيث ان التراث يحتجز بتاريخ الامة وعواطف الروحية والقومية.
3. اهميه المعرفه بالتراث ايضا هي مرتبطه بشكل اساسي بالمحافظه على جذورها المتأصلة في الارض , وقيمنا وثوابتنا صامدة في الارض وهي دلاله على حقنا الشرعي في بلادنا وبمعرفتنا تكون لدينا القدرة على دحض أي محاولات لنسب هذة الارض الى الكيان الصهيوني او محاولات نسب التراث الذي لدينا على انه جزء من تراثنا فهنا اهميه نضاليه وطنيه قوميه.
4. ان المعرفه بالتراث تقودنا الى الاطلاع على عظمه التاريخ الذي لدينا والى روعه الحضارات التي سكنت في مدننا مما يولد الدافع الذاتي لدينا لحمايه هذة الاثار والمحافظه عليها فهنا يخلق نوع من الوعي الشعبي باهميه الاثار الموجودة في مدننا وقيمتها بالنسبه لدينا.
5. المعرفة بالتراث يدفعنا الى الاهتمام بالاثار وتحسين المناطق المحيطة بها فتصبح كمعالم اثرية تجتذب السياح والناس اليها مما يؤدي الى النمو الاقتصادي والحضاري وتنشيط الاقتصاد في بلادنا مما يؤدي الى رفع دخلنا الوطني .
التراث الحضاري
التراث الحضاري هو كل ما يدل على التطور الحضاري للمجتمع والدولة من مختلف النواحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو العمرانية , وغالبا ما تكون شاملة للشواخص والمباني أو حتى المواقع نفسها .
ولذلك تعد ثروة قومية غير مختصة بجيل بعينه بل هي حق للناس جميعا ولمختلف الاجيال ولذلك تصنف على انها جزء من النفع العام , وتعتبر الشواخص والمباني الاثرية جزءا من التراث الحضاري لانها تمثل احدى فترات التطور الحضاري في الدولة