زرقاء اليمامة، شخصية حقيقية عربية قديمة، هي امرأة نجدية من
جديس من أهل
اليمامة، وترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام، وهي أبصر خلق الله عن بعد.
في إحدى الحروب استتر العدو بقطع الأشجار وحملها أمامهم، فرأت زرقاء اليمامة ذلك فأنذرت قومها فلم يصدقوها، فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم، وقلعوا عين زرقاء اليمامة فوجدوها محشوة
بالأثمد وهو حجر أسود كانت تدقه وتكتحل به. وسميت زرقاء اليمامه بهذا الاسم لزرقة عينها
العرب تضرب المثل بزرقاء اليمامه لجودة بصرها ولحدة نظرها، ويقال: إن اليمامه اسمها وبها سميت بلدتها اليمامه، واسم البلده جَوّ وتقع بلدتها اليمامه في سهل فسيح يسمى جو لانه فسيح كجو الفضاء، وربما قيل: زرقاء الجو كما قال
أبو الطيب المتنبي:
وأَبصر من زرقاء جو، لأني *** إذا نظرت عيناي ساواهما التخلف
و في كتاب
العقد الفريد«زَرقاء بني نُمير: امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء" في اللبن، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة
أيام، وكانت تُنذر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم، فأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم؛ قالوا لها: قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها، وَصبِّحتهم الخيلُ، وأغارت عليهم، وقُتلت الزَّرقاء. قال: فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت تَكْتحل به»
و من كتاب آثار البلاد وأخبار العباد
«
زرقاء اليمامة، كانت ترى الشخص من مسيرة ثلاثة ايام ،ولما سار حسان نحو جديس قال له رياح بن مرة: أيها الملك إن لي أختاً مزوجة في جديس واسمها الزرقاء، وانها زرقاء ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة، أخاف أن ترانا فتنذر القوم بنا. فمر أصحابك ليقطعوا أغصان الأشجار وتستروا بها لتشبهوا على اليمامة. وساروا بالليل فقال الملك: وفي الليل أيضاً ? فقال: نعم ! ان بصرها بالليل أنفذ ! فأمر الملك أصحابه أن يفعلوا ذلك، فلما دنوا من اليمامة ليلاً نظرت الزرقاء وقالت: يا آل جديس سارت إليكم الشجراء وجاءتكم أوائل خيل حِمْيَر. فكذبوها فأنشأت تقول: خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكمفليس ما قد أرى مل أمر يحتقرإني أرى شجراً من خلفها بشـرٌلأمرٍ اجتمع الأقوام والشّـجـرفلما دهمهم حسان قال لها: ماذا رأيت ? قالت: الشجر خلفها بشر ! فأمر بقلع عينيها وصلبها على باب جو، وكانت المدينة قبل هذا تسمى جواً، فسماها تبع اليمامة وقال:وسمّيت جوّاً باليمـامة بـعـدمـاتركت عيوناً بالـيمـامة هـمّـلا»