صرخات من وراء قضبان الفقر

عدد المساهمات : 511 تاريخ التسجيل : 21/12/2010

[size=25]هناك وبعد أن تجاوزنا عدة أحياء ضيقة ...
وبعد أن انهكنا الضياع في تلك الأزقة الغريبة التى أراها لأول مرة ,,,,حيث لا مكان لمرور ولو سيارة صغيرة ,,,
فالأقدام هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى مبتغانا ,,,,
كنا أنا وأمي نتبع تلك المرأة العجوز ونحن نحمل أكياس المؤونة وشيء من الملابس ,,,
كانت الأحياء قذرة جداً ورائحة العفونة تملأ المكان ,,
وأخيراً وصلنا ,,,
طرقنا الباب ...
وإذا بفتاة صغيرة تفتح الباب وتطل علينا بإبتسامتها البريئة ,,,
سألتها تلك العجوز من أمها ,,,
ولكنها سألتها بالإشارة ,,,
فأستغربت الأمر ,,,
ولجنا إلى البيت ,,,
المكان خانق وضيق وغير نظيف ,,,
وهناك بعض الأواني المكدسة في مدخل المكان وكذلك فرن أرضي ..
والكثير من بقايا الطعام المتعفن هنا وهناك ,,,
ولا توجد ابواب للغرف غير ساتر ممزق من بقايا الشراشف
أفزعني صوت أمرأة كبيرة في السن جاءت إلينا مهرولة ,,,
التصقت بأمي ,,,
كان مظهرها يدمي القلب وهي تطلب (( فرشاة أسنان )) بطريقة طفولية نتبئ انها متخلفة عقلياً بشكل لا يقبل الشك ,,,
أتت صاحبة البيت ,,,تمشي متثاقلة وكأن الزمن ألقى بأحماله على ظهرها فأنهكها ,,,
استقبلتنا بإبتسامة هادئة ,,,,
وكأنها فهمت ما يدور في عقلي من الأسئلة ,,,,
وبدأت في سرد حكايتها ,,,
فهي أم لسبعة أطفال من زوج أصم وأبكم ,,,
وكان للوراثة دور كبير في أن يكون ثلاثة من أطفالها على هذا الحال ’’’
و تلك العجوز هي قريبتهم من بعيد لا أحد يعولها منذ أن توفت أمها
فتكفل برعايتها هذا الرجل الذي انهكه المرض قبل أكثر من اربعة عشر سنة
فهو طريح الفراش و هي من تعمل في البيوت وفي كل مكان لتعول تلك الأسرة
بجانب بعض الصدقات من بعضهم ,,,,
كانت تبكي لأن سقف المطبخ قد سقط قبل يومين ...
ولا تستطيع ترميمه وقد وعدتها الجمعية ولكن الإتظار قد طال ,,,
كما أن منزلها آيل للسقوط ,,,
وحالة زوجها في تدهور ,,,
كان حال المكان أشبه بحلم وددت الإستيقاظ منه ,,,
خرجنا وكأن العالم قد توقف عند عتبات ذلك البيت ,,,
,,,
لم أشعر الا بدمعة ساخنة أحرقت قلبي,,,,
فأين نحن من تلك البيوت ,,,؟؟؟؟؟؟
وأين نحن من تلك الصرخات من وراء قضبان الفقر,,,,؟؟؟؟

ألن يكون لنا في ذلك عبرة ؟؟؟؟؟
وياربي رحمتك

[/size]

» من وراء رمال الصحراء تناديني ...!